يتم العمل في مدارس هلسنكي لمنع حدوث المضايقات

يتم في مدرسة بويستوبولكو للتعليم الأساسي إشراك المجتمع المدرسي كله حتى لا تتم مضايقة أي شخص. يتحدث ناظر المدرسة وعاملة الخدمات الاجتماعية والأخصائي النفسي عن كيف يعمل نموذج مدينة هلسنكي المناهض للمضايقة من الناحية العملية أثناء الحياة اليومية للمدرسة
.يلعب الاطفال لعبة طاولة في غرفة الصف
.تحدث المضايقة بشكل أقل في المدارس التي يشعر الطلاب فيها بأنهم جزء من المجتمع المدرسي Photo: Maija Astikainen

يوجد في جميع مدارس هلسنكي برنامج مناهض للمضايقة. تطبق المدارس البرنامج ليكون مناسبًا مع فعالياتها. طورت مدرسة بويستوبولكو للتعليم الأساسي (Puistopolun peruskoulu) بفووساري نموذج فعاليات بناءً على البرنامج، حيث أنه يُستخدم بشكل يومي أثناء الحياة اليومية للمدرسة.

فووساري (Vuosaari) هي أكبر حي في مدينة هلسنكي من حيث عدد السكان. يسكن في المنطقة تسعة في المائة من شباب المدينة. يدرس في مدرسة بويستوبولكو 860 طالبًا، حيث أن أعمارهم تتراوح بين 6 - 16 سنة.

- نموذج الفعاليات المشترك يُسهل من قدرة جميع الكبار للتدخل في المضايقة. بخلاف ذلك، من الممكن أن يترك المعلم النشط في أعين الطلاب انطباعا بأنه "هو يتدخل دائمًا في أفعالي" أو أنه "أنا لا أعجبه"، هذا ما قالته عاملة الخدمات الاجتماعية نورة بيهرسون (Nora Pehrsson).

المضايقة تختلف عن النزاع

ليس كل التصرفات السيئة تعتبر مضايقة. عندما تتم مضايقة الطالب فإنه يتعرض بشكل متكرر إلى الفعالية النفسية أو الجسدية. هناك علاقة سلطة فيما بين القائم بالمضايقة والذي يتعرض للمضايقة حيث أن الأقوى منهما يُخضع الذي غير قادر على الدفاع عن نفسه. النزاعات من الناحية الأخرى تزول بسرعة، ولا يتعرض لها دائمًا نفس الطفل أو الشاب.

المضايقة الصامتة عبارة عن كلام أو تعبير يحدث من وراء الظهر أو عزل عن المجموعة. المضايقة اللفظية عبارة عن استهزاء أو شتم أو تقليد. المضايقة الجسدية عبارة عن دفع وضرب وأخذ الأمتعة. المضايقة من خلال الانترنت لها أشكال مختلفة كنشر الاشاعات والتعليقات السيئة ومشاركة المعلومات الشخصية أو الابتزاز.

المضايقة هي ظاهرة جماعية. لذلك لا يكفي مجرد التدخل في العلاقة فيما بين ممارس المضايقة والمتعرض للمضايقة. من المهم التأثير على كل المجتمع المدرسي. مهارات الطلاب بخصوص التعاطف والتعامل المتبادل لها دور مهم في منع حدوث المضايقة. تصل الرسالة إلى الطلاب بشكل أفضل، عندما يقول الشخص البالغ وبالإضافة لذلك زميل الصف إن المضايقة مرفوضة.

- تحدث المضايقة بشكل أقل خلال المجتمع الذي يشعر الطلاب بأنهم ينتمون إليه، هذا ما قاله الأخصائي النفسي إيتو أهونين (Eetu Ahonen).

من المهم إبلاغ المدرسة عن المضايقة

من المفضل أن يتواصل ولي الأمر مع معلم الطفل أو مع المشرف على الصف دائمًا، إذا كان يشك بأنه تتم مضايقة الطفل. من الممكن إرسال رسالة للمعلمين من خلال صفحة الاتصالات الإلكترونية للمدرسة أي من خلال فيلما (Wilma) أو بالاتصال بالمدرسة. بيانات الاتصال للعاملين موجودة على صفحة الانترنت للمدرسة.

شدد ناظر مدرسة بويستوبولكو بيرتّي توسافاينين (Pertti Tossavainen) على أنه يتوجب استيضاح كل حالة مضايقة.

- لا توجد مدرسة لا تحدث فيها مضايقة. من المهم أن يُبلغ الطلاب وأولياء الأمور المدرسة حالاً، إذا علموا عن المضايقة، هذا ما قاله توسافاينين.

إذا كانت المدرسة تشك بحدوث المضايقة، فيستوضح معلمو الطلاب الذين هم أطراف المضايقة تلك الحالة. يتحدث المعلم أولاً مع الطلاب ويدون البيانات في الاستمارة الخاصة بالمضايقة. المعلمون لديهم إرشادات بخصوص كيف وفي أي مرحلة يتواصلون مع أولياء أمور الطالب.

يشارك عند الحاجة أيضًا الأخصائي النفسي للمدرسة والممرضة وعاملة الخدمات الاجتماعية. إذا كان هناك مُبرر للشك بحدث جريمة أثناء المضايقة، فيتم استدعاء الشرطة إلى المكان.

عندما يكون قد تم استيضاح حدث المضايقة في المدرسة وتمت تسويته  فيما بين الأطراف، فتقرر المدرسة مع الطلاب معًا بشأن مواصلة الإجراءات. بالإضافة لذلك يتفقون على متابعة الوضع كي لا تتكرر المضايقة.